تقتضي المصلحة الوطنية العليا من النخب والمثقفين -على اختلاف مشاربهم الفكرية- تشخيص الأخطار الرئيسية التي تتهدد المجتمع ككل، سبيلا إلى الحد من تداعياتها السلبية المباشرة وإسهاما في تحييد هذه الأخطار متى كان ذلك ممكنا. وتأتي “الشرائحية” على رأس التحديات التي تواجهها البلاد اليوم، إذ يمكن اعتبارها شكلا من أشكال العنصرية التفريقية. فأي سياسي أو مثقف يرضى لنفسه اعتلاء منابر “الشرائحية” وركوب أمواجها والدفاع عن أوهامها، لا يستحق تبوّء المناصب السيادية الوطنية.
وإذا كان الخطاب السياسي على ما هو عليه اليوم من تدن وانحطاط، فلسببين رئيسيين:
١- التدهور المقلق (راجع العناصر السمعية-البصرية ذات الصلة الأخيرة) والمستمر للمنظومة التربوية الوطنية،
٢- استئثار العدمية “الحربائية” بالمشهد السياسي على حساب الدور المؤسسي للأحزاب والمجتمع المدني.
فالحل يكمن أولا في إصلاح نوعي للمدرسة العمومية الجامعة وتعزيز قدراتها البشرية والمادية، وثانيا في تمكين الأحزاب السياسية (والمجتمع المدني) من الاضطلاع بدورها كاملا توعية وتثقيفا وتوجيها.
أما استنهاض القبلية والفئوية لحلحلة إشكالات مجتمعية معاصرة، فمن شأنه أن يزيدها تجذيرا وتعقيدا وخطورة.
تدوينة