محمد سالم بن محمد عالي بن عبد الودود الهاشميالمعروف بـعَدُّود ولد يوم الاثنين 14 رجب سنة 1348 هـ / الموافق 16 ديسمبر سنة 1929م في نواحي بوتلميت بولاية الترارزة في الجنوب الغربي الموريتاني.
ويعتبر من أبرز علماء عصره فريد زمانه، برع في شتى العلوم، اللغة والنحو والفقه والحديث……الخ، وصف بأنه كان مكتبة تمشي على قدميها، فهو يلم بكثير من اللغات، إضافة إلى إلمامه بعلم النجوم وعلوم الأفلاك وعلوم الرمل وأشياء من الحساب وأشياء من عادات الناس وطبائعهم ولهجاتهم. توجد محظرته في قرية أم القرى وهو خال العلامة والشيخ والداعية الإسلامي المعروف محمد الحسن الددو أطال الله في عمره.
يقول الشيخ الددو حفظه الله: “منح الله الشيخ محمد سالم ولد عدود ذاكرة قوية وهيأ له الأسباب بوجود والده ووالدته وهما موسوعتان فدرس عليهما مختلف العلوم الشرعية وتبحر فيها، وكان كل العلوم التي تدرس في هذه البلاد لديه سواء كان أيضاً على إلمام ببعض العلوم الأصلية التي يحتاج إليها الفقيه والمحدث والقاضي والداعية”.
ابتُعث العلامة عدود في أوائل الستينيات ضمن بعثة من القضاة الشرعيين للتدريب في تونس وتخرج بشهادة “ليسانس” في الحقوق سنة 1965، ثم التحق الشيخ بسلك القضاء وتدرج في سلمه حتى عين على رأس المحكمة العليا سنة 1982، وفي سنة 1988 وفي بداية عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع عُين الشيخ وزيرا للثقافة والتوجيه الإسلامي وظل في ذلك المنصب حتى سنة 1991 غداة تشكيل أول حكومة بعد التحول الديمقراطي الذي عرفته موريتانيا، ثم رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى بين 1992-1997.
حاول خلال تعيين على المحكمة العليا جاهدا إلغاء القانون الوضعي في البلاد واستبداله بقانون شرعي حتى تم له بعض ذلك.
شيوخه
أول شيوخه والده الشيخ محمد عالي بن عبد الودود ثم بعد بلوغه سن العاشرة تتلمذ على يد خاله الشيخ أحمد محمود بن أمين فدرس عنده العقائد ومبادئ من المنطق والبيان والنحو عبيد ربه ولامية ابن مالك وألفيته ثم أخذ عنيحظيه بن عبد الودود شيخ أحمد محمود وأخذ عن الشيخمحمذن فال بن محمد مولود بن أحمد الملقب بالددو وكذا الشيخ حامد بن محنض باب بن اعبيد فدرس عليه مقدمات الأصول (ورقات إمام الحرمين) ونظم الطيبية وبعض المؤلفات والمتون الأخرى ثم درس على الشيخ آل محمد سالم فأنهى عنده دراسة مختصر خليل بالحضور والسماع.
وممن أجازه أيضا: الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، والشيخمحمد الشاذلي النيفر، والشيخ نعيم بن أحمد النعيمي، كما أجازه علماء آخرون منهم الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، والشيخ محمد عبد اللطيف صالح الفرفور.
والشيخ عضو في المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي ، وفي المجمع الفقهي للمؤتمر الإسلامي ، وفي المجلس العلمي للأزهر ، وفي الأكاديمية المغربية.
مجمل اعتقاد السلف: هذه المنظومة مقدمة لنظم طويل اشتمل على ( مائة ألف مسألة فقهية ) على مذهب مالك وأهل المدينة في ( بضعة عشر ألف بيت ) من كامل الرجز ، وخاتمة جامعة لأهم الآداب والأخلاق الإسلامية في ( خمسمائة بيت ) ؛
منظومة مختصرالشيخ خليل في حوالي سبعة عشر ألف بيت.
نظم في العقيدة الإسلامية على طريقة السلف ؛
نظم مختصر خليل في الفقه المالكي يزيد على عشرة آلاف بيت ؛
نظم مصطلحات (فهارس وعناوين) تبصرة الحكام لبن فرحون في الفقه المالكي ؛
نظم العمدة لابن قدامة الحنبلي ؛
وللشيخ دواوين شعرية.
حظي العلامة عدود بمكانة مرموقة في بلاده وفي العالم الإسلامي، ونال عضوية العديد من المؤسسات والهيئات العربية والإسلامية، منها مجمع الفقه برابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه بمنظمة المؤتمر الإسلامي، ومجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، والأكاديمية المغربية، ومؤسسة آل البيت الأردنية.
وكانت له مشاركات واسعة ومثمرة في مؤتمرات الثقافة والفكر في العالمين العربي والإسلامي، وتفرغ في العقدين الأخيرين من عمره لمحظرته في قرية أم القرى، وترك العمل الرسمي باستثناء محاضرات كان يلقيها في رمضان وتبث عبر الإذاعة والتلفزيون ….
العلامة محمد سالم ولد عدود .. طرائف .. وحكم
“ذهبَ الشيخ العلامة محمد سالم بن عدود – وهو ابن خمس سنين – لجلبِ الماء، فلما استوى على أتانِهِ توهَّمَ نفسَهُ على فرسٍ أصيلة فأنشد يقول مرتجلاً:
سَرَاتك سرجي والرِّشاءُ رِكـابي ** وزَنْدكِ في التقريبِ ليس بكابي
فِداكِ كُراعٌ والحَرُون وداحــــــسٌ ** وعَلْوَى وجَلْوَى والعَطَا وسَكَــابِ
كان عدود وهو في الخامسةِ يرتجلُ الشعر ويسردُ أسماء سبعةٍ من مشاهير خيول العربِ بكل عفوية وبراءة!!!
كان عدود رحمه الله يقوم باجراء حوارات مع متشددين وعند دخوله إليهم مد يده إلي أحدهم ليسلم عليه فقال المتشدد مخاطبا عدود أنا لا أسلم عليك لأنك تتعامل مع دولة لا تطبق شارع الله رد عليه عدود بحكمة وهدوء لا عليك سلم فأنا اليوم في إجازة.
بعدها قاده الحوار مع متشدد آخر لا يدري ما يقول وبدأ يتلفظ بألفاظ غريبة رد عليه عدود مشكلتكم أن معظمكم درس في الجامعة، ولم تدرسوا في الجامع، و ليس الذكر كالأنثى” ( من صفحة عبد الله محمدو).
وفي يوم الأربعاء 4 جمادى الأولى سنة 1430 هـ / موافق 29 أبريل سنة 2009م أسلم الروح إلى باريها في قرية أم القرى التابعة لمقاطعة واد الناقة.
رحم الله العلامة محمد سالم ولد عدود ونفعنا ببركته.