حين كان عيد الاستقلال يخلد كل عام، وكان تلامذة المدارس يؤخذون إلى ساحة الاحتفال(قرب سكن الوالي) في المدينة مرددين الأناشيد الوطنية، وكان المعلمون يؤطرونهم بكل إخلاص وجدية … كان مشهد الصورة أدناه حاضرا..
أتحدث عن مظاهر احتفال جزاري (ذبّاحة) مدينة كيفة، كنا ونحن صغار ننتظر عرضهم الخاص عندما يثبتون هذه القرون على هاماتهم، ويؤدون رقصاتهم الحماسية على أنعام أشوار وطنية تغنيها النساء ( السواقات) … كنا نعرفهم فردا فردا رحم الله من توفي منهم ومتع الباقين بالصحة والعافية.
هذه الصورة مألوفة لدى ساكنة لعصابة وكيفة تحديدا في الاحتفالات الرسمية، يومها كان كل قطاع مهني يقدم عرضه على الشارع المؤدي لمسكن الوالي في كيفة، ولم يكن الأمر محتاجا للافتات أو مطويات، فالمحتفلون يُعرفون بمظاهرهم :
المزارعون بسنابلهم وعراجينهم، والجزارون بقرونهم، والرياضيون بكراتهم ولبسهم، وطلبة المحاظر بألواحهم….
لقد اختفت تلك المظاهر الاحتفالية أو كادت…
كان يوم الاستقلال مناسبة للاحتفال والانتماء والتضامن…
الجميع كان موريتانياًّ….