التباين في الرأي سنة الحياة، خصوصا إذا تعلق مجال النقاش وتزاحم العقول، بالجهود الجبارة، والأعمال الجليلة، والمشروعات الضخمة.. ذات الأهداف الكبيرة كبر الوطن، وتنوع اهتمام أبنائه، وتعقيد تطلع كافة مكوناته..
وفي ظروف معقدة، وخيارات محدودة، تبحر العقول المتنوعة في دروب المتاح؛ حسب رأي كل مشفق.
فعقول تشق عباب خيار تراه طبيعيا؛ يعارض وينافح، ويقبض على جمر كلمة الحق الحراء الكاشفة للأخطاء، الصادحة بهموم المغلوبين.
وعقول تبحث عن سبل أخرى، لتغيير المسار والخروج من دائرة الاستهداف والاستنزاف.. وفتح آفاق أرحب لخدمة الوطن، من زاوية التوافق الوطني، والعمل من أجل تغيير الصورة النمطية بخطاب جديد، تحتاجه تطلعات بذلك الحجم..
ولا جدال في أن الأعراف والقوانين تحسم الصلاحية لجهة الاختصاص المخولة بإدارة المؤسسات، التي يظل التمسك بها وبآليات حسمها مانعا بعد الله من الانزلاق، غير أن العمل على تعديل وجهتها وترشيد خياراتها أيضا يظل حقا متاحا لكل مناضليها وأهل الرأي من أبنائها، عبر الأقنية المتاحة من طرح الرأي وكسر الروتين.
إنني أدعو كافة إخواني إلى وأد هذه المساجلات والتوجه سريعا إلى حوار داخلي بناء؛ يجمع ولا يفرق، يحفظ المكتسبات ويتوثب إلى التطلعات.. فذلك ما يليق بمشروع مخلص بني بعزيز الجهد والوقت والمال.. دفعته إلى الصدارة إرادة كوكبة من خيرة أبناء هذا الوطن؛ نساء عفيفات مضحيات.. وشبابا خيرا، نير الفكر محكم الوثبات.. من حقهم جميعا علينا أن نحفظ ذمتهم، ونصون سمعتهم، ونحافظ على الصورة الجمالية التي بنينا معا متحدين، ثم نشق لهم طريقا يخدمون فيه وطنهم ومشروعهم بأريحية وطمئنينة، وما ذلك على الله بعزيز.