إن الناظر في صفحات العالم الأزرق يدرك دون كبير تأمل، الداء العضال الذي يعاني منه الجتمع، وأسأل الله الذي خلقه أن يخلق له دواء يعالجه ويقضي عليه.
إن هذا الداء يفتك بالمجتمع ويعصف بكيان الدولة، ولا دواء له يلوح في الأفق القريب، والمشكلُ عينُ المشكلٍ أن أغلب المصابين به هم نخبة المجتمع وصناع الرأي فيه، من كتاب وأدباء ومثقفين وأساتذة وباحثين… وقد ازداد انتشار هذا الداء أي داء القبيلة والجهة في حكم هذا الشيخ الذي تسكن الرياح ببركته عند القوم حتى عم الرجال والنساء والشيوخ والرضع… ورغم تفشي هذا الداء بين أفراد المجتمع فإنه يزداد قوة وفتكا ولم يكتسب المجتمع مناعة القطيع ضده .
فأهل الشرق يسبحون بشرقهم وأهل الغرب يسبحون بغربهم كذلك، أما أهل الشمال والجنوب فقد اشتد بهم المرض حتى طالبوا بالانفصال علنا من غير حياء فأي مجتمع هذا وأي نجبة تلك؟؟؟
إخواني لطفا بأنفسكم وبمجتمعكم وبدولتكم واجعلوا ولاءكم لله ولرسوله وللمومنين ولعموم هذه الأرض، واعلموا أن القبيلة والجهة لن تستفيدوا منها شيئا حتى تخسروا أضعافه، وحسبنا ما جرى في عهد ولد الطايع وما جرى بعد ذلك…
فينبغي لعقلاء المجتمع إن كان فيه عقلاء أن يحذروا من عصبية الجاهلية، وأن يعلموا أن بناء الدولة وبناء القبيلة لا يجتمعان، ثم إنه من المحير أن أغلب مصابي هذا الداء من صناع الرأي هم من اليسار أو يدعون ذلك على الأقل، وهذا يؤكد عندي أن هذا المجتمع ليست له قناعة تعلو قناعة الجهة والقبيلة فاليساري والقومي والإسلامي… مجرد شعارات ترفع أو اكسسوارات تلبس دليلا على التحضر والرقي والثقافة والفهم…