يمثل التأمين الصحي الشامل أحد أمثل الخيارات الاستراتيجية لضمان ولوج المواطنين إلى الخدمات الصحية، وخاصة المواطنين الفقراء، كما يشكل محورا مركزيا من تعهدات رئيس الجمهورية الرامية إلى إيجاد صحة نوعية وفي متناول جميع المواطنين، خاصة المواطنين المنحدرين من الأوساط الهشة.
وتنفيذا لذلك بدأ العمل فعليا على تأمين 100 ألف أسرة فقيرة بالتعاون ما بين المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء (تآزر) والصندوق الوطني للتأمين الصحي.
ويتوقع بناء على المعطيات الاحصائية المتوفرة أن يستفيد من هذا التأمين ما يناهز 620 ألف مواطن فقير.
إن مثل هذه الإجراءات الاستراتيجية، لهو وحده الكفيل ببناء نظام تأمين صحي يستوعب مختلف فئات المواطنين، ويسهل لهم الولوج إلى الخدمات الصحية، كما سيوسع قاعدة المؤمنين صحيا، والذين يغطي منهم الصندوق حاليا أكثر من 560 ألف مؤمن عن طريق الموظفين وعمال القطاع المصنف.
وقبل استكمال عملية التأمين الصحي الشامل لجميع المواطنين، تبقى الخيارات المتاحة هي مجرد حلول جزئية تتم في إطار برامج حكومية واتفاقيات تعاون ثنائية، من بينها الاتفاقية التي تربط بلادنا بالدولة التركية، والتي تتولى بموجبها تركيا، تكاليف علاج 25 مريضا، غير شاملة للفحوص خارج المستشفى الذي يتعالج فيه المريض، ولا للمترجم، ولا للسكن والنقل، بالنسبة لمن لا تستدعي حالتهم الحجز الطبي.
وفي إطار هذه الاتفاقية فقد تمت الموافقة سنة 2020 على ابتعاث مريضين اثنين، من بينهما المرحوم محمد السالك احجور، للعلاج في الدولة التركية إلا أن تعليق استقبال المرضى، المبتعثين ضمن الاتفاقية المذكورة، منذ بداية مارس من نفس العام، منعهم من الاستفادة من العلاجات التي كان يفترض أن يخضعوا لها.
وفي ما يخص الجانب الذي يتعلق من ملف المرحوم بالمصالح التابعة للوزارة، فقد تم العمل عليه بشكل قياسي، ولم يستغرق سوى أيام فقط، فالذي يدخل ضمن صلاحيات هذه المصالح، في هذا السياق، يقتصر فقط على إرسال ملف المعني ومتابعته حتى يتم قبوله لدى الجهات التي سيتعالج عندها، أما بقية الإجراءات التي تعني التأشيرات والتذاكر وتكاليف السفر والإعاشة، فهي من صلاحيات جهات أخرى.
وتنفيذا منها لما يدخل ضمن صلاحياتها، فقد استقبلت المصالح التابعة للوزارة ملف المرحوم مع نهاية النصف الأول من يناير 2020، وفورا تم تكليف مركز استطباب الشيخ زايد بإجراء الفحوصات اللازم إرفاقها مع الملف الصحي للمعني.
وفي يوم 17 يناير 2020 تم إرسال ملفه عن طريق النظام الصحي التركي، ووصل الجواب بقبوله يوم 22 من نفس الشهر، وقد تم إبلاغ مرافقيه بذلك.
المصدر: صفحة وزارة الصحة