تجارة كاسدة هذه الأيام في سوق النظام، لاشك أن أصحابها الذين ألفوها وألفوا ريعها، يفكرون في بدائل عنها تؤتي أكلها، محافظة على ما ألفوه من مكاسب مادية ومعنوية.
على الاقل من باب أن “المؤمن” لايسد عليه…
أتدرون من هم هؤلاء؟
إنهم أصحاب النفاق والتملق والتودد.
إنهم الأطر والوجهاء أصحاب المبادرات في الفترات “النفعية” حتى لا أقول الانتخابية،
أصحاب الذكرى الأولى لاعتلاء العرش،
أصحاب استغلال الزيارات الكرنفالية، التي تقوم بها القيادة السياسية عادة.
كلها فترات ومواسم، تشكل فرصة ومناسبة لاستعراض العضلات في أنواع التقرب والتودد والإبداع في سبل رضا الحاكم.
يستغل هؤلاء ما أوتو من فصل الخطاب فصيحِه وشعبيِه، وأحيانا في وعاء لغة لم نعهدها حتى في كل لغات ولهجات قارتنا السمراء.
لقد تلقى كل هؤلاء وأولئك ضربات استباقية قاضية، ما زالوا تحت هول صدمتها.
جعلت قلاع تزلفهم تتساقط تباعا. الواحد تلو الآخر كقطع لعبة “الدومينو”.
خطوة لن تردهم لرشدهم، بل سيظلون في غيهم يعمهون، محاولين امتصاص الصدمة، للعودة لسابق عهدهم وإن بطرق مستحدثة غير تقليدية، لأن من مردوا على مثل هذه الممارسات لن يرضخوا للأمر الواقع ولن يستسلموا بتلك السهولة، بل سيستميتوا في محاولة إعادة الكرة، مطلين من نافذة جديدة
لكن يبدو، أن تلك إذن كَرّة خاسرة هذه المرة.
خسارة، نأمل بعدها أن تتلاشي هذه الظاهرة شيئا فشيئا، وتنمحي ويضمحل أثرها وأثر أصحابها من بسيط الأرض وللأبد غير مؤسوف عليهم.
و تتمكن السلطات السياسية القائمة من التفرغ للإطلاع على حقيقة الأوضاع الميدانية للبلد دون وسيط أو رتوش، يحجبان الواقع المعيش السيئ للمواطن، ومن ثم البحث عن السبل الكفيلة بالتغلب عليها، بالتمكن من اختيار الكفاءات الكفيلة بالتسيير الأمثل لكل مواردنا الكثيرة والمتنوعة لله الحمد في مختلف مرافق الدولة الخدمية منها أولا قبل الأخرى، وفق أسس سليمة وشفافة يصدق عليها: (( إن خير من استأجرت القوي الأمين))
بعيدا عما عهدناه سابقا، من مسلكيات بائدة أخرتنا عن ركب النماء سنين عددا.
وهو ذاته أمنية كل مواطن مخلص بسيط، يتمنى أن ينعم الجميع بخيرات وطنه وكفاءات أبنائه على حد السواء.
وينتهي كل ما سبق مما لم نجن منه سوى الفقر والجهل والمرض والتهميش والبؤس والغبن وكل المفردات ذات الصلة بمثل هذا القاموس.
الأستاذ محمد سالم حبيب