كيف ستبدو الشمس إذا تراجعت تحت الأفق في يوم طويل (17 ساعة) على كوكب أورانوس؟ أو كيف سيبدو وقت الغروب في وقت متأخر من الليل على كوكب المريخ عندما نصل أخيرا إلى هناك؟
بفضل بعض نماذج الحاسوب لدى وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) أصبحت هذه السيناريوهات أسهل قليلا في التخيل، وتناول تقرير ديفيد نيلد “ساينس ألرت” المنشور في 28 يونيو/حزيران الجاري نتائج تلك النماذج.
يقول نيلد “ما يصنع مشهد غروب الشمس الساحر هو التفاعل بين ضوء الشمس -الذي يشمل جميع ألوان قوس قزح- مع الغازات والغبار في الغلاف الجوي، وكلما كان الغلاف الجوي أقل، كان الغروب أقل إثارة للإعجاب”.
غروب الزهرة الأصفر
بفضل تلك النماذج ابتكرت عالمة الكواكب جيرونيمو فيلانويفا -من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في جرينبيلت- محاكاة لكيفية ظهور غروب الشمس على كواكب الزهرة والمريخ وأورانوس وتيتان (قمر كوكب زحل)، والكوكب الخارجي “ترابيست -1 إي”.
العروض مذهلة للغاية كما يقول نيلد، حيث يبدو المشهد كما لو كنت قد ركزت كاميرتك ذات العدسة فائقة الاتساع على السماء.
على كوكب الزهرة -على سبيل المثال- يتلاشى اللون الأصفر الفاتح إلى البرتقالي والبني ثم الأسود مع اختفاء الشمس.
ونظرا لأن الكوكب يدور حول محوره ببطء شديد، فسوف تحتاج إلى الانتظار فترة أطول بنحو 116 مرة مما كنت تفعله على الأرض، وهو ما يزيد قليلا عن نصف عام الزهرة.
لا يعني ذلك أنك ستستقر بالضرورة لمشاهدة غروب الشمس على كوكب الزهرة، مع ما يتميز به من جو كثيف وثقيل لثاني أكسيد الكربون، وضغط سطحي شديد، ومتوسط درجات حرارة تبلغ 471 درجة مئوية.
مهمة استكشاف أورانوس
هذه المحاكاة ليست مجرد عملية ممتعة فقط للمشاهدة؛ إذ إن لدى الفريق نقطة علمية جادة لهم أيضا، وهي الاستعدادات قبل مهمة الاستكشاف المحتملة لكوكب أورانوس.
إذ لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن كوكب الغاز هذا، وأي قراءات لغلافه الجوي ستحتاج إلى تفسير مستويات الضوء التي تصل إلى أجهزة استشعار المركبة الفضائية.
ومع وجود بيانات من هذه المحاكاة على متن الطائرة، سيكون لدى المسبار فكرة أفضل عما سيبحث عنه، ويمكنه تقييم تركيبة الغلاف الجوي بشكل أفضل أثناء امتصاصه أشعة الشمس، مثل أي الأطوال الموجية كانت مبعثرة، وماذا يتسبب في ذلك.
غروب الشمس المريخية
النماذج الجديدة هي الآن جزء من مولد الطيف الكوكبي، الذي بنته فيلانويفا وزملاؤها، والذي يستخدم لتفسير الضوء الذي يصل إلى تلسكوباتنا، وفك تشفيره لمحاولة فهم كيف يبدو الغلاف الجوي في عوالم أخرى.
المريخ هو الكوكب الآخر الوحيد الذي لدينا فرصة واقعية للعيش عليه، ما لم ننفق كل وقتنا في سفينة فضائية عائمة قوية ومتينة بشكل لا يصدق يمكنها مقاومة درجات الضغط والحرارة الشديدة.
تُظهر محاكاة فيلانويفا كذلك كيف سيبدو غروب الشمس المريخية لسكانها، حيث يخلق الغلاف الجوي مزيجا من لوني البني الموحل والأصفر الساطع مع اختفاء الشمس خلف الأفق.
في الواقع، هذه المحاكاة ليست سوى جزء من القصة -كما أوضحت المركبة كيريوسيتي بالفعل- إذ يمكن أن تنتهي الأيام على كوكب المريخ بمسحة زرقاء واضحة.
حيث ينثر الغبار على المريخ أطوال الموجات الحمراء للضوء بعيدا عن الرؤية، تاركا الأطوال الموجية الزرقاء لضرب أعيننا، لو استطعنا فقط أن نذهب ونرى بأنفسنا.
الجزيرة نت