كشف علماء بريطانيون توفر دواء فعّال اسمه «ديكساميثازون»، يمكن أن يقلل من خطر الوفاة إلى الثلث بسبب مضاعفات الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، وقد رحبت منظمة الصحة العالمية بالدواء ووصفته بأنه «اختراق علمي»، فيما بدأت دول عديدة استخدامه لعلاج المصابين، في مقدمتها بريطانيا والسعودية.
ويعد عقار «ديكساميثازون» نوعا من أدوية الكورتيكوستيرويد (الستيرويد)، واستُخدم أول مرة كعلاج في ستينيات القرن الماضي، وفي الغالب يستخدم كمضاد للالتهابات ولعلاج حالات مثل الأكزيما والربو والحساسية، وبعض حالات السرطان.
ومثل معظم الأنواع الأخرى من الستيرويد، يمكن الحصول على «ديكساميثازون» فقط عن طريق وصفة طبية، ويأتي الدواء على شكل أقراص، ويعد دواء رخيصاً لا يزيد سعره عن 5 دولارات ومتوفر على نطاق واسع في الأسواق.
تجربة مشجعة
أظهر البحث الذي قاده فريق من جامعة أوكسفورد، تموّله الحكومة البريطانية بشكل جزئي، نتائج توضح أن الجزيء الستيرويدي «ديكساميثازون» قادر على إنقاذ ثلث المصابين الذين تعد حالاتهم أكثر خطورة.
واختبر الفريق العقار على أكثر من ألفي مصاب يعانون من أعراض خطيرة، حسب «رويترز»، وخفض العقار معدّلات الوفاة في أوساط المرضى الذين لم يكن بمقدورهم التنفّس إلا عبر الأجهزة بنسبة 35 في المائة، بينما خفض الوفيات في أوساط من يحصلون على الأوكسجين بمعدل الخمس، حسب النتائج الأولية.
وقال الفريق إن الجرعات اليومية من ديكساميثازون يمكن أن تمنع وفاة واحد من كل ثمانية مرضى يستخدمون جهاز التنفس الصناعي، وتنقذ واحداً من كل 25 مريضاً يحتاجون إلى الأكسجين وحده.
وتضمنت التجربة مجموعة مراقبة مكونة من 4000 مريض لم يتلقوا العلاج.
وقال بيتر هوربي، أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في قسم الطب بجامعة أكسفورد: «ديكساميثازون هو أول دواء يُظهر تحسناً في البقاء على قيد الحياة لدى مرضى (كوفيد – 19) هذه نتيجة جيدة جداً».
وأضاف أن «ديكساميثازون غير مكلف ويباع من دون وصفة ويمكن استخدامه على الفور لإنقاذ الأرواح في جميع أنحاء العالم».
ومع ذلك، أبرزت التجربة أن الدواء كان غير فعال إلى حد كبير في مساعدة المصابين الذين لم يكن لديهم مشاكل في الجهاز التنفسي.
صحراء ميديا