حمدا لله محرِّمِ الظلم على نفسه ثم على عباده، والصلاة والسلام على نبيه.. وبعد:
نتقدَّمُ معشرَ المعلمين، خرّيجي مدارس التكوين لعام 2022، الدفعةِ القديمة دفعةِ الأمل والبناء، إلى الرأي العام، وكلِّ من يعنيهِ الأمر، بالتوضيح التالي، وأملنا أن نجدَ آذانا صاغية..
لقد صدرت نتائج تخرجنا موقَّعةً يومَ السابع عشر من شهر يونيو عام 2022، لنطويَ بذلك صفحة مسيرة طويلة، مسيرةِ تكويننا التي حظينا فيها بأساتذة أمَدُّونا باللازم حتى نكونَ على قدر التحدي، ونتمكنَ من الرسوِّ بسفينة التعليم على ميناء التقدم..
لم تكن تلك الصفحة أيضاً تقتصر على الحنوِّ، بل إننا عانينا مرارة الغربة وإكراهات الواقع، قنوعين بمنحة زهيدة ليت شعري أتكفي الإجار الغالي، أم تكفي لشراء لحم أم خبز؟! أم تُدَّخرُ للسفر في العطل؟!!!
صبرنا كل ذلك، ونحن نضع نَصْبَ العين لحظة التخرج.. وسُمُوَّ الهدف، مستيقنين أن عِظَمَ النَّصَب بقدر عِظَم الهدف..
*فانصب تصب عن قريب غاية الأملِ..*
*
*
*
*وإذا كانت النفوس كبارا….تعبت في مرادها الأجسامُ*
كنَّا نمنّي النفس بأن حقّنا لن يتأخر لعلمنا بأن التعليم وأهله من أولويات رئيس الجمهورية، ولأنّ أصحاب الدَّيْن يطاولون بأعناقهم منتظرين الفرَج.. وكذا ذوُونا.. فَثِنْتا عشْرة -طبعا- لن تفيد تلميذا تغرَّب سنوات ثلاث إلا إذا استدان، وذلك حالنا جميعا!!
تفاجأنا بأن الأشهر تتابعت واحدا تلو الآخر.. يونيو.. يوليو..أغسطس.. سبتمبر.. ولا ضياء في الأفق.. فقلنا -وحسن الظنُّ ديدنُنا والأملُ عنواننا- : لعلَّهم ينتظرون تشرين، فأحسن الوقت للتفريج تشرين..
جاء تشرين ولم يجدَّ جديد، باستثناء شهر يتيم..
فقلنا: علّهم يفضّلون تشرين الآخر مثلما فعلوا مع زملائنا من الدفعة السابقة!!
ولكن الرياح أتت بما لم تشتهِ أشْرِعةُ دفعة الصبر.. عفوا.. أقصد دفعة الأمل!!
زرنا المصادر البشرية، فأكَّدوا بأن الأمر لا يعنيهم، فقد راسلوا الميزانية بقرار الترسيم..
ولَّيْنا الوجهَ قِبَلَ الميزانية، ولم نجد غير جميل كلام لا يسمن ولا يغني من جوع!!
وقديما قال أعرابي لجارية مضيفيه: بطني عطري.. وسائري ذري..
اليوم وقد بلغ السيل الزبى، فإنّنا نُشعِر جميع المعنيين بمشكلتنا هذه، ونخصُّ بالذكر رئيس الجمهورية، حتى نحصلَ على مستحقاتنا نهاية شهر دجنبر الحالي، وأملٌ كبير يحدُونا نظرا لسهولة المطلب وشرعيته.. ولكونه حقًّا لا مكرُمة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*دفعة التميز والنجاح 2022*